تغلب صناعيون وتجار يعملون في قطاع الصناعات الإنشائية على الأزمة الناشئة عن امتناع الجانب الإسرائيلي عن إدخال مستلزمات البناء من مادة الحصمة، وذلك بالاستعانة بكسارات معظمها مصنعة محلياً لتجاوز هذه الأزمة.
وتمكنت هذه الفئة من التغلب على الأزمة المذكورة عبر استخدام هذه الكسارات في طحن وتكسير ركام المباني المدمرة خلال الحرب الأخيرة واستخراج الحصمة بمختلف أحجامها من الركام لإعادة استخدامها في صناعة البلوك وحجر الجبهة، وكذلك الإنشاءات السكنية ذات الطابق الواحد.
وكشف المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الإنشائية فريد زقوت النقاب عن نشأة هذه الصناعة الجديدة المعتمدة بشكل رئيس على ركام المنازل والمباني التي دمرها الاحتلال خلال الحرب، مبيناً أن عشرات الكسارات محلية الصنع تعمل منذ أشهر في هذه الصناعة.
وبيّن زقوت في حديث لـ"الأيام" أن عدداً من أصحاب مصانع الطوب لجأوا، مؤخراً، إلى الاستعانة بهذه الكسارة المصنوعة محلياً لتمكينهم من استئناف نشاطهم في إنتاج الطوب، موضحاً أن كلفة الكسارة المحلية تتراوح ما بين ألفين وخمسة آلاف دولار، أما طاقتها الإنتاجية فتعتمد على مستوى كلفة إنتاجها، إذ تتراوح قدرة هذه الكسارات ما بين 15 طناً و30 طناً في اليوم الواحد، فيما تتجاوز قدرة الكسارات المستوردة والمستخدمة للغاية ذاتها أكثر من 150 طناً، إلا أن عدد هذه الكسارات لا يتجاوز الأربع في القطاع.
ولفت زقوت إلى أن أصحاب المصانع وبعض التجار ممن كانوا يعملون في تسويق الحصمة لجأوا مؤخراً إلى الاستعانة بهذه الكسارات لمواصلة أعمالهم، موضحاً أن كلفة الطن الواحد من الحصمة وصلت إلى 350 شيكلاً، بسبب امتناع الاحتلال عن إدخال الحصمة.
وفي أحاديث منفصلة أجرتها "الأيام" مع مالكي هذه الكسارات بين المواطن جمال نوفل أحد تجار الحصمة أنه قام بشراء كسارة مستوردة كانت لدى أحد أصحاب المصانع وعمل على تشغيلها لتنتج في اليوم الواحد 120 طناً من الحصمة المستخرجة من ركام المنازل، كما تعمل على تكسير الحجارة الصخرية.
وأوضح نوفل أنه اشترى، مؤخراً، كسارة أخرى مستوردة وتنتج نحو 80 طناً، منوهاً إلى أن قيمة الكسارة المستوردة تبلغ 40 ألف دولار.
واعتبر أن وجود هذه الكسارة ساهم في حد كبير في تلبية احتياجات العديد من مصانع الطوب وكذلك المواطنين المضطرين إلى بناء منازل لإيوائهم، بحيث تكون هذه المنازل غير متعددة الطوابق.
ونوه إلى أن سعر الطن الواحد من الحصمة يُباع حالياً في القطاع بنحو 150 شيكلاً، لافتاً إلى أنه يقوم بشراء طن الركام بنحو 50 شيكلاً، الذي ينتج نحو نصف طن من الحصمة، ويكون منتج الركام مناصفة بين الرمال والحصمة.
من جهته، أشار عبد السلام الشوبكي ويمتلك مصنعاً لإنتاج البلوك إلى أنه قام بشراء كسارة محلية الصنع كي تغطي احتياجات مصنعه من الحصمة، موضحاً أن الكسارة المذكورة تنتج يومياً نحو 15 طناً.
وبيّن أنه لجأ إلى شراء هذه الكسارة المحلية منذ شهرين لخفض كلفة اضطراره لشراء حصمة من التجار، إلا أنه اعتبر أن صناعة وتشغيل هذه الكسارة حل مؤقت، لاسيما وأن ركام المباني المدمرة أوشك على النفاد ولم يتبقّ منه سوى القليل جداً.
ولفت إلى أن نحو 40 مصنعاً من مصانع الطوب العاملة في القطاع لجأت إلى استخدام هذه الكسارة واستعانت بأصحاب العربات المجرورة في تجميع الركام وإيصاله إلى المصنع، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من أصحاب العربات والشاحنات امتهنوا في الآونة الأخيرة مهنة تجميع ركام المباني وبيعه إلى أصحاب الكسارات.