عيد الأضحى........ ندرة للمواشي وارتفاع للأسعار

المدير العام
لليوم الثالث على التوالي يتوجه المواطن أبو خضر نصير (45 عاما) إلى سوق الماشية القديم بمنطقة سوق فراس وسط مدينة غزة، عله يفلح بشراء أضحية مناسبة بسعر يرضي جيوبه البسيطة، فأسعار الأضاحي شهدت ارتفاعا ملحوظا رغم إدخال الاحتلال الإسرائيلي للمواشي هذا العام لكنها لا تفي بمتطلبات المواطنين.
وبعد مد وجزر مع صاحب مواشي - يمتلك ما لا يقل عن ثلاثين خروفا أحضرهم مؤخرا من الأنفاق- تمكن نصير الذي يقطن حي الدرج وسط مدينة غزة من شراء إحداهن مغلوبا على أمره بمبلغ 300 دينار أردني.
ويصف سعر الأضاحي بالفاحش الذي يمنع المواطنون البسطاء أمثاله من الشراء، مستغربا من غياب الدور الرقابي عن ملاحقة الاحتكار، ووضع تسعيرة تلائم الظروف الصعبة.
ويقول وعلامات الاستياء بادية عليه:" إن أسعار الأضاحي لم تتغير هذا العام مقارنة بالعام الماضي الذي ندرت فيه المواشي في الأسواق.
وسمحت "إسرائيل" بإدخال 400 آلاف رأس من العجول من معبر كرم أبو سالم، غالبيتها ذهبت للاستهلاك اليومي بحسب ما قالته وزارة الزراعة في حكومة غزة.
ويشير أبو محمود المصري تاجر المواشي الذي يعتمر كوفية سوداء إلى أن الأنفاق الحدودية تمكنت من سد حاجات المواطنين هذا العام، لافتا أنه تم إدخال كمية كبيرة من الخراف المصرية، والسودانية خلال الأيام القليلة الماضية.
ومع ذلك فان المصري يشكو من الحركة الشرائية لمواشيه بسبب ارتفاع تلكفة إدخالها للقطاع ، مضيفا "أن الضيق يبدو جليا على قسمات المواطنين لذهولهم من ثمن الأضاحي."
وكان د. محمد الأغا وزير الزراعة في حكومة غزة قال في تصريحات صحفية: " إن المواشي التي سمحت إسرائيل بإدخالها للقطاع وما جرى تهريبه من الأنفاق لا يسد حاجة المواطنين، مشيرا إلى أن قطاع غزة يحتاج شهريا 4000 رأس من العجول في الأيام العادية.
وتسمر المواطن جلال حجازي (36 عاما) الذي يتقاضى راتبا محدودا في منزله خجلا نتيجة الأسعار المرتفعة التي منعته من شراء الأضاحي، فرابته الشهري لا يتجاوز ال 1500 شيكل ، معتبرا أن الشراء مغامرة ستجلب له الديون ، لا سيما وأن سعر الخروف يتجاوز راتبه.
ويعاني قطاع غزة من نقص في الأعلاف اللازمة لتربية المواشي والطيور في قطاع غزة، ونقص من اللقاحات والأدوية اللازمة لتحصين الإنسان من أمراض الحيوانات.
ويتراوح سعر كيلو اللحم القائم في الأسواق من 19- 25 شيكل ، ومن المحتمل أن تحدد وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد التسعيرة النهائية الأحد المقبل، للجم جشع التجار المحتكرين.
وفي كل عيد تقدم جمعيات خيرية لحوم الأضاحي لآلاف العائلات الاغاثية التي تعيش على المساعدات الإنسانية في ظل الظروف الاقتصادية المريرة التي أسدلت واقعا كئيبا على القطاع.
وقد يمنع انخفاض أسعار العجول والخراف فرحة الفقراء باستقبال عيد الأضحى ويحرم أبنائهم بالتمتع بتناول اللحوم التي يفتقدونها لأيام طويلة في حياتهم البائسة.
ويبدي المواطن أبو خالد الأيوبي (39 عاما) هذا العيد اعتذاره لأصدقائه الذين يشترك معهم في شراء أضحية العيد، وتقاسمها بدلا من شراء الخراف، فهو لا يقدر على دفع 1500 شيكل للأضحية أمام متطلبات أسرته من ملابس واحتياجات العيد.
وفي صبيحة اليوم الأول لعيد الأضحى تصطبغ شوارع غزة عادة باللون الأحمر بعد نحر الأضاحي، ما يخلق جوا من الفرحة لدى الأطفال الذين يجتمعون مبتهجين لأجواء العيد ونحر المواشي، لكن مع بقاء هذا الغلاء فإن فرحتهم ستكون منقوصة إذا ما سمحت "إسرائيل" بإدخال كميات كبيرة من المواشي.
والى أن تحدد الجهات المسئولة التسعيرة النهائية للتجار يبقى مواطنو غزة يئنون تحت سياط الاحتكار.

بطلنا ناكل لحمة يا خوي