تزايد إقبال الشبان والفتية على صيد الطيور البرية المهاجرة هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، فقد شوهد عشرات الصيادين ينتشرون على امتداد الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية جنوب محافظة رفح، وعلى الكثبان الرملية الواقعة قرب الشريط الساحلي، وفي محيط المناطق المحررة.
وبدت أقفاص الصيادين الجالسين أمام شباكهم في إحدى الأراضي الخالية القريبة من الساحل مليئة بالطيور المهاجرة ذات الألوان والأشكال المختلفة، خاصة بعد أن استخدم معظمهم هذا العام تقنيات حديثة في عمليات الصيد.
الصياد محمد الشاعر كان يراقب السماء وينصت لسماع أصوات الطيور، وفور رؤيته لأحد الأسراب من بعيد صرخ على زميلة الجالس أمامه وقال "خدري"، حينها سارع الأخير وقام بتشغيل نغمة مثبتة على هاتفه المحمول، وكانت عبارة عن نغمة لصوت طائر "الخدري" وهو يغرد بصوت مرتفع.
وما هي إلا لحظات حتى تقدم سرب الطيور باتجاه الصوت، وحين أصبح فوق الشبكة قام الشاعر بشد خيط في يده في نهايته عصفور مدرب، فطار الأخير ثم نزل على الأرض وبدا وكأنه يسقط على طعام، فما كان من سرب الطيور إلا أن وقع في الشبكة.
الشاعر أكد أنه كان يمارس هواية الصيد منذ عدة سنوات، لكنه فكر بتحويل الهواية إلى حرفة ليوفر من خلالها دخلاً في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها وعدم مقدرته على إيجاد فرصة عمل.
أما الشاب محمود جمعة، من سكان حي تل السلطان، فأوضح أنه يمارس هواية صيد الطيور المهاجرة منذ مدة طويلة، مشيراً إلى أنه جدد شباكه وجهز معدات الصيد مبكراً هذا العام.
وأشار جمعة إلى أن استخدام التكنولوجيا الحديثة والسماعات المكبرة للصوت مكنه من صيد أضعاف الطيور التي كان يصطادها في الأعوام الماضية.
وأشار جمعة إلى أنه كان يتحفظ في البداية على بيع الطيور التي يصطادها لكنه بدأ ببيعها منذ أسبوع، وقد وفرت له دخلاً لبى بعض احتياجاته.
وحول أنواع الطيور التي يصطادون، قال جمعة: نصيد أنواعاً عديدة من العصافير، مثل النعار والخدري والبسبوس، لافتاً إلى أن عدداً محدوداً من الصيادين حالفهم الحظ، ونجحوا في صيد "الحسون" جميل الشكل وعذب الصوت ونادر الوجود.
الشاب سامي عبيد أكد أنه لم ولن يقوم يوماً ببيع أي من الطيور التي يصطادها، موضحاً أنه يصيد من أجل إشباع الهواية وفي نهاية يومه يطلق معظمها ويبقي على أنواع محددة كالحسون.
وانتقد عبيد الصيد العشوائي للطيور المهاجرة، مؤكداً أنه وفي حال استمرت عمليات الصيد الجائرة على هذا النحو فإن أعداد الطيور ستتناقص وستبدأ بالانقراض تدريجياً.
وبدت السعادة واضحة على وجه الشقيقين أحمد وخالد يوسف خلال مغادرتهما منطقة الصيد وأقفاصهما مثقلة بحملها من الطيور.
الشقيقان يوسف أكدا أنهما وفقا أكثر من أي يوم مضى ورزقا بأكثر من 60 عصفوراً متنوعاً، موضحين أنهما سيسارعان لبيعها إلى أحد تجار طيور الزينة.
وأشار خالد إلى أنه لم يلحظ إقبالاً على صيد الطيور المهاجرة كهذا العام، موضحاً أن أعداد الصيادين تضاعفت عدة مرات، لدرجة أنه أصبح يواجه صعوبة في إيجاد مكان لوضع شبكته فيه، رغم اتساع الكثبان الرملية المنتشرة غرب المدينة.
وكعادتها في مثل هذا الوقت من كل عام، تكدست أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة في المحال المخصصة لبيع العصافير في المحافظة، وقد بدأ عشرات الهواة الراغبين في اقتناء تلك الطيور بالتوجه إلى المحال لشرائها.
يذكر أن صيد الطيور المهاجرة ينتعش خلال فصل الخريف وبالتزامن مع مرور نحو 500 مليون طير مهاجر فوق فلسطين.
