قال أحد مبعدي كنيسة المهد إلى قطاع غزة ناجي عبيات، إنه يعاني كثيرا، منذ اللحظات الأولى التي تلقى فيها اتصالا هاتفيا من شقيقه إبراهيم المبعد إلى إيطاليا، يبلغه فيه أنه وزوجته عائشة يفترشان الأرض ويلتحفان السماء أمام مقر السفارة الفلسطينية في العاصمة روما منذ أربعة أيام، للمطالبة بوضع حل لمشكلتهما المتمثلة بعدم التزام الحكومة الإيطالية بدفع بدل إيجار سكن لهما أو رواتب، الأمر الذي فاقم من وضعهما المعيشي.
واعتبر عبيات في حديث لـ "الأيام" أن همه المتمثل في العيش في أزمة حقيقية في غزة زاد هماً جديداً بعد هذا الاتصال، موضحا أن هاجس الخوف على حياة شقيقه وزوجته أصبح يراوده ليلا ونهارا منذ اللحظات الأولى التي قطعت فيها الحكومة الإيطالية المخصصات المالية التي كانت تُصرف لشقيقه وزميليه المبعدين إلى إيطاليا محمد سعيد وخالد أبو نجمة، لاسيما أن أصحاب شققهم السكنية طالبوهم بإخلائها ودفع ما عليهم من مستحقات باهظة متراكمة عليهم منذ سبعة أشهر، وهم لا يقدرون على سداد أي جزء منها.
وناشد عبيات السلطة والرئيس محمود عباس التدخل العاجل لإنهاء معاناة شقيقه وزميليه، وأكد أن الحكومة الإيطالية تمارس التضييق عليهم منذ أكثر من عامين وذلك بعدم الإيفاء بالالتزامات المطلوبة منها تجاههم، ما يجعلهم يعيشون أوضاعا معيشية صعبة للغاية.
وقال: إن إخواننا المبعدين في إيطاليا الذين نفذوا في شهر آب الماضي اعتصاماً في السفارة الفلسطينية للغرض نفسه يمارس عليهم التضييق في إطار محاولات لطردهم، مؤكدا أن الحكومة الإيطالية لم تلتزم بتعهداتها التي ارتضت بموجبها قبولهم كمبعدين ضمن الصفقة التي شملت 13 مبعدا موزعين على أربع دول أوروبية، هي: أسبانيا وايرلندا وإيطاليا واليونان.
وأشار إلى أن المبعدين جميعهم يرفضون الانتقاص من حقوقهم المدرجة ضمن الصفقة التي أُبرمت في حينه بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية بوساطة أوروبية، ولم يعرفوا من بنودها أي شيء، ويشددون على إقامتهم بشكل يحفظ لهم كرامتهم، أو عودتهم إلى منازلهم في مدينة بيت لحم.
وعبر عبيات عن استيائه الشديد لما قال إنه "تقصير كبير من قبل السلطة في موضوع المبعدين، لعدم تحريكها ساكنا في طرح قضيتهم مع ممثلي الدول الأوروبية وأميركا وإسرائيل وحتى في وسائل الإعلام، إذ مضى على إبعادهم ثماني سنوات وهم يعانون آلام البعاد والفراق عن الأهل والأحبة".
يُذكر أن مبعدي كنيسة المهد إلى إيطاليا محمد أبو السعيد وخالد أبو نجمة وإبراهيم عبيات كانوا نفذوا إضرابا عن الطعام في السفارة الفلسطينية بإيطاليا، وأكدوا في حينه أنه ليس موجهاً للسلطة الفلسطينية وإنما هو وسيلة للضغط على الحكومة الإيطالية للإيفاء بالتزاماتها المترتبة على صفقة الإبعاد، بما في ذلك العيش بكرامة في إيطاليا إلى حين العودة إلى بيت لحم.
وكان المبعد سعيد قال في تصريح صحافي: "إن المطلب الأول للمبعدين هو العودة إلى أرض الوطن، وإن لم يكن هذا ممكنا الآن فعلى الحكومة الايطالية الاستجابة لمطالبنا لنعيش بكرامة طيلة فترة إبعادنا".
وشدد سعيد على دور السلطة في متابعة شؤون المبعدين والتنسيق المستمر معهم بخصوص تلبية مطالبهم، وقال: إن السلطة داعمة لنا في موقفنا من خلال اتصالات مكثفة من قبل الدكتور صائب عريقات وطاقم السفارة في روما مع الجانب الايطالي.
وطالب وسائل الإعلام بأن تلتزم في نشرها لأخبار المبعدين بما يصدر عن المبعد جهاد جعارة الناطق الإعلامي باسم مبعدي كنيسة المهد في أوروبا والمتواجد في إيرلندا، وهو المكلف بإجراء الاتصالات مع القيادة الفلسطينية بخصوص المبعدين في أوروبا.
وأوضح أنه لا توجد اتصالات مباشرة بين المبعدين والحكومة الايطالية إلا من خلال السلطة وسفارتها في إيطاليا، وأنه في حال لم تستجب الحكومة الايطالية لمطالبهم فإنهم سيضطرون إلى تصعيد احتجاجاتهم كتوسيع الإضراب ليشمل جميع المبعدين في أوروبا.
يذكر أن المبعد إبراهيم عبيات أب لسبعة أبناء أكبرهم 25 عاماً وأصغرهم 10 أعوام، يعيشون جميعهم في بيت لحم بعيدين عنه، باستثناء زوجته المريضة التي التحقت به في إيطاليا لتلقي العلاج من مرض القلب الذي ألم بها نتيجة الضغوط النفسية التي تعيشها منذ إبعاد زوجها عنها في العاشر من أيار 2002.
