أطفال ينبشون القمامة لا تخيفهم أنفلونزا الخنازير

لـم يأبه عشرات الأطفال ممن كتب عليهم الشقاء، بخطورة اقترابهم وملامستهم الـمستمرة لأكوام القمامة في مكبات النفايات، رغم تحذير الأطباء للأطفال من الاقتراب من القمامة أو ملامستها تجنباً للإصابة بمرض أنفلونزا الخنازير.
غير أن هؤلاء الأطفال انهمكوا في تقليب أكوام القمامة، بحثاً عن لقمة عيش لأسرهم التي فقدت الـمعيل، وبدا الأمر طبيعياً بالنسبة إليهم، كونهم امتهنوا جمع البلاستيك والـمعادن من مكبات النفايات الـمنتشرة في مختلف شوارع غزة، دون أن يتأثروا بانتشار الـمرض.
وبرر الطفل سامي (11 عاماً) استمراره في العمل والدخول إلى الـمكبات الكبيرة بالقول "الـمكتوب مكتوب"، معتبراً أن وجوده بالقرب من القمامة أمر طبيعي، لأنه يمتهن هذا العمل منذ عدة سنوات.
وقال: إنه ورغم الـمدة الطويلة التي عمل خلالها في هذه الـمهنة فإنه لـم يصب بمرض خطير، مؤكداً أنه سمع عن مرض أنفلونزا الخنازير لكنه لن يسمح له بمنعه من ممارسة الـمهنة.
وأشار سامي إلى أن الاعتناء بعائلته ومساعدة ذويه يفوق اهتمامه بصحته خاصة أن عائلته تعاني من الفقر الـمدقع بسبب تعطل والده عن العمل منذ مدة طويلة.
ولـم تقتصر الخطورة على وجود هؤلاء الأطفال قرب أكوام القمامة، إذ أخذ العديد منهم يتناولون الساندوتشات أثناء عملهم، الأمر الذي يشكل خطورة بالغة على صحتهم كما يتحدث الدكتور مجدي ظهير مدير دائرة الطب الوقائي.
وسخر الطفل رائف من النصائح الذي يسديها بعض الـمارة له ونظرائه، مضيفاً إن هؤلاء الناصحين لا يعرفون عن أحوالهم أي شيء، وقال بغضب: "لو عرف هؤلاء الناس حالنا لـما نصحونا بالابتعاد عن القمامة"، مؤكداً أنه لـم يكن يرغب طوال حياته في أن يقترب من كومة قمامة أو حتى النظر إليها لكن الحاجة دفعته إلى ذلك.
وأضاف رائف (13 عاماً): إنه ينتظر اليوم الذي يتخلص فيه من هذه الـمهنة التي أتعبته وتحاول سرقته من مدرسته، مؤكداً أنه يعرف حجم الـمخاطر التي يتعرض لها أثناء وجوده في مكان قذر، لكنه مؤمن بالقدر وبتلقي العلاج في حال إصابته بالـمرض.
أما الفتى رفعت فقد بدا منشغلاً أكثر من نظرائه في جمع أكبر كمية من البلاستيك والـمعادن.
واعترف بخطورة وجوده في الـمكان، لكنه يدعو الله أن يحميه من الـمرض، وقال: "نحن هنا للعمل ومساعدة الأهل وليس لأي شيء آخر، وإيماننا بالله كبير".
وأشار رفعت الذي يرتدي حذاء مكشوفاً تتسرب إليه القاذورات إلى أنهم نجوا من الكثير من الأمراض الخطيرة الأخرى التي كان يمكن أن يصابوا بها خلال فترة عملهم الـماضية، وهم على ثقة في تجاوز هذه الأزمة.
ولـم يوقف عمل الأطفال إلا مسيرة لأطفال آخرين مروا بجوار الـمكان حاملين رايات أحد التنظيمات التي تحتفل بذكرى انطلاقتها.
ولا تتوقف الخطورة عند الإصابة بعدوى أنفلونزا الخنازير بل تمتد إلى احتمال تعرض الأطفال للإصابة بأمراض أخرى مثل التيتانوس.
ونصح ظهير بالابتعاد عن مهنة جمع الخردة نظراً لخطورتها على الإنسان، لاسيما الأطفال.
وقال: إن تجمعات القمامة الصلبة يمكن أن تكون مصدراً لأمراض خطيرة جداً مثل الكوليرا وحمى التيفوس التي تنتقل للأطفال عن طريق اللعب بالقمامة.

ملهم ناس يضبوهم وين لجنة الارشاد والتوعية الصحية بالبيئة

» أطفال غزة.. زهور أذبلتها أثار الحرب النفسية
» أطفال يولدون مشوهين وغير مكتملي القلب واكتشاف خمس حالات في غزة
» أنفلونزا الماعز تهاجم العالم.. وفاة 6 في هولندا وظهور حالات بدول عربية
» اصابة قط في الولايات المتحدة بانفلونزا الخنازير
» فنان من غزة يسخر من وباء الخنازير بأغنية ساخرة