قلل السائق إبراهيم من أهمية التسعيرة الجديدة التي أعلنتها وزارة النقل والمواصلات ، واعتبرها مجحفة بحق السائقين والمواطنين والطلبة الجامعيين.
ولم يبد تأثرا من التسعيرة الجديدة، وأكد أنها تناسبه بشكل كبير بعد أن ارتفعت تسعيرة نقل طلبة الجامعة من شارع الجلاء وسط حي الشيخ رضوان إلى الجامعة من شيكل ونصف إلى شيكلين.
وأشار إبراهيم الذي يمتلك سيارة حديثة من طراز "سكودا" إلى أنه سيتجنب العمل في الخطوط التي انخفضت فيها تسعيرة المواصلات.
وانتقد التسعيرة الجديدة لأنها لا تراعي الظروف ولا تأخذ بالأسباب والإشكالات التي كانت تحدث بين السائق والراكب، وأشار إلى أن العديد من الركاب لم يعترفوا بالتسعيرة الجديدة ويصرون على الدفع حسب النظام القديم، خاصة إذا كانت تسعيرة الخط لا تناسبهم كما هو الحال على خط الجلاء - الجامعة.
وتوقع إبراهيم في أواخر العشرينيات من عمره أن يعزف السائقون عن العمل في الخطوط التي يعتبرونها غير مجدية اقتصاديا.
ويؤكد السائق عامر مهنا هذا التوقع، إذ أبدى استغرابه من تخفيض تسعيرة المواصلات بين حي الشيخ رضوان ومستشفى الشفاء إلى شيكل واحد بدلا من شيكل ونصف، وأكد أنه لن يعمل على هذا الخط لأنه غير مجد.
وتوقع مهنا الذي يعمل على سيارة من نوع "رينو" أن يحدث فراغ في عمل السائقين على هذا الخط، لكنه أبدى رضاه من تسعيرة ميدان فلسطين باتجاه المناطق الأخرى التي تم تحديدها بشيكلين.
وكان لطلبة الجامعات النصيب الأكبر من الغضب، إذ طالبوا الوزارة بالتراجع عن التسعيرة لأنها أضرت بهم وزادت من أعبائهم المالية.
وقال الطالب صفوت بدرة الذي يدرس في جامعة الأزهر ويسكن شرق حي الشيخ رضوان، إنه كان يتوقع من الوزارة أن تراعي ظروف الطلبة وتخفض التسعيرة حتى تناسب أوضاعهم المادية الصعبة.
وأكد بدرة أن النصف شيكل يشكل عبئا عليه لأنه يذهب يوميا إلى الجامعة في ظل ظروفه المادية الصعبة، ودعا الوزارة إلى إعادة النظر في التسعيرة الجديدة لخط الجلاء الجامعة.
ويتجمع يوميا المئات من الطلبة في المقطع الأخير من شارع الجلاء للتوجه إلى الجامعة، حيث يتوافد هؤلاء من مناطق مجاورة خاصة من منطقة النزلة والصفطاوي وشرق الشيخ رضوان إلى الشارع نظرا لسهولة المواصلات مقارنة مع مناطقهم.
وكلفت التسعيرة الجديدة الشاب محمود زغرة السير لمسافة نحو كيلومتر من شارع الجلاء إلى شارع النصر الموازي له من الاتجاه الغربي لتوفير شيكل، إذ انخفضت التسعيرة الجديدة على خط النصر الجامعة إلى شيكل واحد.
وقال زغرة الذي تأخر عن محاضراته إنه أمر صعب أن يمشي لمسافة كيلومتر يوميا قبل الوصول إلى مكان يؤمن له مواصلة وتسعيرة منخفضة.
وطالب مواطنون يسكنون في مربعات ومفترقات رئيسية لم تشملها التسعيرة الجديدة كموقف أبو اسكندر الشهير شرق حي الشيخ رضوان بالنظر في أوضاعهم، إذ أصبحوا تحت رحمة السائقين.
ويقول المواطن إياد حمادة إن السائقين لا يزالون يطلبون شيكلا ونصف وشيكلين للنقل من وإلى هذا الموقف، لعدم شموله في التسعيرة الجديدة.
وكان الارتياح الأكبر في صفوف المواطنين الذين يتنقلون داخل مدينة غزة، خاصة في المنطقة الغربية التي انخفضت فيها التسعيرة إلى شيكل واحد، في وقت أبدى السائقون تذمرا منها.
ورغم أن أسعار الوقود انخفضت بشكل كبير جدا مقارنة بما كانت عليه قبل سنتين، إلا أن السائقين لا يقبلون بتخفيض التسعيرة، متذرعين بارتفاع أسعار قطع الغيار والصيانة.
من جانبه، أكد وزير النقل والمواصلات المهندس أسامة العيسوي، أن الدافع الأساسي لتحديد تسعيرة جديدة للمواصلات في قطاع غزة هو ثبات وانخفاض أسعار المحروقات مقارنة بالوقت الذي تم فيه رفع أسعار المواصلات.
وأوضح العيسوي في تصريح صحافي أن وزارته شكلت لجنة لدراسة التسعيرة المعمول بها ووضعت تصوراً لتسعيرة جديدة مع الأخذ بعين الاعتبار مصلحة المواطنين والسائقين، وبين أنه كان لا بد من القيام بهذه الخطوة بعد مطالبة عدد كبير من الناس بخفض أسعار المواصلات مع انخفاض أسعار المحروقات.
وقال: عندما وضعنا التسعيرة الجديدة أخذنا بعين الاعتبار ارتفاع أسعار قطع الغيار وندرة وجودها في القطاع.
وأشار إلى أن هناك عاملاً ثالثاً دفع وزارة المواصلات لتحديد التسعيرة هو اختفاء القطعة النقدية من فئة النصف شيكل.
وأكد أن قائمة الأسعار الجديدة متوازنة وستتم الرقابة عليها من خلال شرطة المرور والنجدة.
وفيما يتعلق بمراعاة التسعيرة للأوضاع الاقتصادية للطلبة، أوضح العيسوي أن الطلبة هم الفئة المستهدفة من الأسعار الجديدة لأنهم الأكثر استخداما لوسائل النقل العمومية، وبين أن وزارته تقدر الحالة الاقتصادية التي يمر بها سكان القطاع.