adnan
المدير العام
عدد المساهمات : 277
نقاط : 676
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
 |  موضوع: ماذا يحث في غياب الكهرباء و نفاد الوقود عن محطة المعالجة 7B))?? الخميس مايو 06, 2010 1:22 am | |
| مدير عام بلدية غزة: حدوث فيضانات تغرق بيوت
المواطنين وتدمر ممتلكاتهم
غزة- عدنان نصر
لم تحمل الإجابة عن ذلك السؤال
بين طياتها حفاوة, أو ترحيب عند المزارع يوسف مرتجى من بلوك الكوافنة بحي
الزيتون, فما زالت ذكرى طوفان المياه العادمة تحفر في ذهنه ذكرى أليمة
اكتوى بنيرانها وتجرع مرارتها الزؤام.
وتفرض إسرائيل عقابا جماعيا على
قطاع غزة منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية في يناير 2005م, وزادت من
وتيرة حصارها بعد سيطرة حماس على غزة في 14 حزيران العام الماضي,حيث قامت
بتقليص كمية الوقود اللازمة لقطاع غزة.
ويبعد بيت مرتجى الذي يبلغ (37)
عاما" عشرات الأمتار عن محطة المعالجة (7B) , وشهدت تلك المحطة فيضانات عديدة
لمياه الصرف الصحي غمرت بيوت وأراضي المواطنين الزراعية جراء قطع الكهرباء
أو نفاد الوقود اللازم لتشغيل تلك المحطة.
أضرار
بالغة
ولفت مرتجى إلى أوجه الضرر الذي
لحق به فقد أحرقت المياه العادمة 120 شجرة حمضيات متواجدة على مساحة ثلاث
دونمات, ولم تسلم مزرعة دواجنه الصغيرة من ذلك الطوفان, فقد غمرتها المياه
العادمة, كما وأصيب ابنه محمد (4) سنوات بمرض الأميبيا نتيجة الرائحة
العفنة التي تثير الغثيان.
يقول مرتجى بعبارة عكست مقدار
الألم الذي يعتصره : مكثت المياه العادمة حوالي 40 يوما" حتى يبست الأرض,
وجفت معها أوراق وثمار المحصول, فقطعت الأشجار التي فارقت الحياة, وحرثت
الأرض لتهويتها وتخفيف نسبة الملوحة حتى أتمكن من زراعتها.
ويصف مرتجى الحي بعد حدوث
الفياضان بالمستنقع حيث بلغ ارتفاع المياه العادمة من 50 – 80 سم , وحرم
المواطنون الخروج من منازلهم , واضطر إلى ردم ممر يعلو عن سطح الأرض الغريقة
ما يقارب المتر تقريبا حتى يتسنى له الخروج من المنزل.
ويبلغ معدل أرباح مرتجى من
محصول الحمضيات التي فقدها حوالي 5000 دينار أردني, ويمكن أن يعينه هذا
المبلغ على ضنك العيش في تلك الظروف الحالكة التي أنهكت المواطنين, ولكن
تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن, فدفعته تلك الظروف للانضمام لصفوف
البطالة الطويلة.
أما المزارع عثمان دادر (58)
عاما" فمازال المشهد ماثلا" أمام عينيه عندما اجتاح الطوفان أرضه, ودمر
حمامه الزراعي الذي تبلغ مساحته دونم وربع الدونم أكثر من مرة, وحرق ما
بداخله من محصول البندورة, وهو الآن بحاجة إلى 12 ألف شيكل لتصليحه.
وغمرت المياه
العادمة باقي أرضه لتقضي على محصول البطاطا الذي قدرت خسائره ب 150 ألف
شيكل,
وتعمل المياه العادمة على تملح
التربة الزراعية بحيث لا يمكن زراعتها إلا بعد حرثها وتركها لمدة عام
تقريبا"
ويبدو دادر في حالة خوف دائم
بعد أن زرع أرضه من جديد, فمازالت صورة الوضع المأساوي تتجلى أمام عينيه ,
وانقطاع الوقود لمدة نصف ساعة كفيلة بأن تحيل المنطقة إلى تسونامي جديد حسب
قوله.
ويشير دادر إلى أن المنطقة تصبح
موحلة بعد أن تقوم سيارات البلدية بشفط المياه, وتكون تربة خصبة لميلاد
البعوض والذباب الذي يحرم السكان من نوم ليلة هانئة وطويلة.
ويشترك دادر ومرتجى بأن تلك
الفاجعة تتفاقم في الشتاء وتزداد الأمور سوءا فبدلا" من ضربة في الرأس يصبح
ضربتان مع مياه الأمطار, ويروي مرتجى أن ما يزيد عن 100 طفل حرموا من
الذهاب إلى المدرسة بسبب ارتفاع المياه, كما وان السيارات لا تستطيع الدخول
أو الخروج إلى بلوك الكوافنة.
غياب
الكهرباء والوقود
ويشير عماد صيام مدير عام بلدية
غزة إلى وجود ثمانية محطات معالجة فرعية منتشرة في جميع أنحاء مدينة غزة,
وتقوم تلك المحطات بمعالجة جزئية للمياه العادمة وضخ بقية المياه إلى محطة
المعالجة (7B ) التي تضخ
بدورها المياه العادمة إلى المحطة الرئيسية, وتحتاج المحطة الرئيسية إلى
3000 لتر من السولار لتشغيلها, أما باقي المحطات الفرعية فهي بحاجة إلى
5000 لتر سولار في حال غياب الكهرباء.
وتحتوي المحطة الرئيسية على
أحواض خاصة تعمل على تنقية جزئية للمياه العادمة, وتحتاج إلى ماكينات شفط
لإخراج الرواسب من قاع الأحواض لضخها في أحواض خاصة للرواسب.
ويقول صيام أن المشكلة تكمن عند
قطع الكهرباء حيث تصل محطة المعالجة (7B) أكبر كمية مياه عادمة من المحطات
الفرعية وبالتالي تفقد الضخ إلى المحطة الرئيسية, ومن ثم تخرج المياه من
فتحات الصرف الصحي, ويمكن أن يحدث فيضانات تغرق البيوت.
وذكر صيام أن تلك الأزمة تكررت
أكثر من عشرة مرات , ولا مناص للحل في كل مرة سوى أن تقوم شركة
الكهرباء بتحويل كافة الخطوط إلى محطة المعالجة ((7B, وتقوم المحطات الفرعية المتواجدة
في مخيم الشاطئ بإرسال تلك المياه إلى البحر الأمر الذي يضر البيئة والثروة
السمكية, وترسل محطة المعالجة المركزية من 50 – 60 ألف كوب يوميا إلى
البحر.
ومع استمرار منع إدخال الوقود
سيؤدي ذلك إلى تفاقم أزمة مياه الصرف الصحي, وحدوث فيضانات قد
تغرق المنازل المحيطة بتلك المحطات , وقد يخشى من حدوث كارثة بيئية في
المنطقة تعيد للأذهان كارثة أم النصر،جراء تجمع مياه الصرف
الصحي و إمكانية تسربها للمياه الجوفية مما يؤدي إلى تلوثها.
| |
|
