منتديات شباب بنات عرب
الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة 829894
ادارة المنتدي الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة 103798
منتديات شباب بنات عرب
الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة 829894
ادارة المنتدي الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة 103798
منتديات شباب بنات عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 الأحياء في عزبة الصفيح يغزون مقابر غزة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
adnan
المدير العام
المدير العام
adnan


عدد المساهمات : 277
نقاط : 676
تاريخ التسجيل : 21/09/2009

الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة Empty
مُساهمةموضوع: الأحياء في عزبة الصفيح يغزون مقابر غزة   الأحياء في عزبة الصفيح  يغزون مقابر غزة Emptyالخميس مايو 06, 2010 1:13 am




غزة – عدنان نصر

خيم السكون والهدوء على مقبرة الزيتون المتاخمة لميدان فلسطين, وفي ركن إحدى القبور افترش عجوز يكني له أبو عبدالله الأرض في الخمسينات من عمره يتشح جلبابا أسودا ويحمل عكازا يتكأ عليه , يدخن سجائر محلية ويتبادل أطراف الحديث بصحبة شابين من جيرانه.

تابع العجوز بنظره ذلك الدخيل الذي قطع أطراف حديثهم وخلوتهم . وبعد أن مثلت أمامهم مبديا" غرضي من الزيارة تحولت نظراته الفاحصة إلى عاصفة هوجاء, يقول أبو عبدالله الذي يعد كبير قاطني المقبرة: مرات عديدة جاءت وسائل الإعلام وسمعنا وعود جمة بأن تصل أصواتنا للمسئولين , ولكن لا حياة لمن تنادي, وتابع حديثه وهو ينفث دخان سيجارته بعصبية: أصبحنا لقمة سائغة لتقاريرهم الملونة التي شهرت بنا أمام شاشات التلفاز وعلى صفحات الجرائد, ووعود المسئولين لنا بشقق سكنية ذهبت أدراج الرياح, ووثب من مكانه وكأن الأرض اشتعلت تحت قدميه متمتما" بعبارات ساخطة ,و يندب حظه السيئ الذي كتب عليه أن يقبع أربعين عاما بين القبور. .

وخيل للعامة مع بداية الألفية الثانية أن البشرية ستشهد قفزة نوعية من التطور والحضارة, لكن قطاع غزة الذي يخيم عليه حصار دامس منذ أكثر من عام يحمل رتوش صورة مشوشة, فالبيوت المصنوعة من الصفيح في تلك المقبرة خير شاهد على تلك الماساة.

حاول الشاب خميس كحيل الذي كان بصحبة أبو عبدالله جاهدا أن يهدئ من روعه ولوعته ولكن باءت محاولته في الفشل, يقول كحيل نحن نعيش وضع مأساوي للغاية فالجميع عاطلون عن العمل ويعيشون على المساعدات الانسانية التي تقدمها وزارة الشئون الاجتماعية والانروا لأكثر من 45% في قطاع غزة يئنون تحت فقر مدقع .

ويعيش أكثر من 15 عائلة في عزبة الصفيح ,فهي نقمة عليهم تلهب أجسادهم في فصل الصيف, وطوفان يغرقهم في الشتاء.

ويشير كحيل إلى ان الجميع قلق بصورة دائمة على صغاره فالمقبرة مليئة بالعقارب والثعابين والقوارض التي تجد بيئة خصبة لتكاثرها,بالإضافة لرائحة الإطارات المشتعلة بقصد والتي تحيل المنطقة إلى غيمة سوداء, ويدفع الأطفال والعجائز ضريبة تلك الحياة الحالكة فلم تسلم الطفلة هند المغربي التي لم تتجاوز الأربع سنوات من لدغة ثعبان كاد يفتك بحياتها, وأما قريبها عبدالله الذي يبلغ ستة أعوام فقد اكتشفت والدته ان حشرة توغلت في أذنه محدثة ثقب , فلم يسعفه الأطباء وبقى فاقد السمع.

وذكر كحيل أن قلة من السكان هرب من غول الغلاء الذي شل القطاع فهم لا يستطيعون تسديد أجرة منازلهم ولم يكن أمامهم مفرا إلا اللجوء إلى المقابر.

الطفل نعيم يصحو مبكرا لينقب شوارع غزة بحثا" عن الحديد الخردة والبلاستيك وفي المساء يبيع الشاي في سوق المدينة كي يساعد والده ولو بشيء يسير من مصاريف البيت , ونعيم كغيره من باقي أطفال المقبرة محرمون من اللعب كغيرهم من الأطفال فلا يوجد حدائق ولا شوارع متسعة للعب . ورغم تلك الظروف القاهرة التي يحياها نعيم فهو من المتميزين في الدراسة وحلمه الوحيد ان يكمل تعليمه الجامعي ليهرب من تلك الحياة المقفرة, وأن يعيش حياة كريمة كباقي الناس.

ولم تكفهم تلك الحياة القاسية , فيقول كحيل: يقوم أصحاب العربات بربط حيواناتهم في القبور فتفوح رائحة فضلاتهم لتزكم الانوف اضافة الى عبق النفايات الذي ينتشر في المقبرة لاسيما في فصل الصيف , ناهيك عن العديد من الذين يدخلون المقبرة لقضاء حاجاتهم لدرجة نشعر بأننا في مرحاض عمومي.

ويبدو بيت كحيل مزري للغاية فهو منخفض عن أرض الأموات كما توسط فناء منزله قبر غير الزمن الطويل معالمه ليكون شاهدا على ظرفه المرير, ويخرج كحيل كل يوم لصلاة الفجر وقلبه يخفق من الخوف فالمقبرة تنتشر بالكلاب الضالة التي كشرت عن أنيابها بسبب الجوع الشديد.

وكحيل عاطل عن العمل منذ أن أطبقت إسرائيل حصارها الجائر على غزة فغياب الأسمنت حول حياته الى جحيم فهو حتى تلك اللحظة لم يتسنى من الزواج, وجل وقته يقضيه تحت شجرة كبيرة في منتصف المقبرة مع جيرانه كي ينسون واقعهم الأليم. ولم يستطع كحيل من بناء صداقة خارجية فهو لا يمتلك كرسي واحد للضيوف,وبيته الضيق تفوح منه رائحة العفن والرطوبة, لذلك نأى بنفسه بعيدا عن أجواء الإحراج والخجل.

وفي خضم حديثنا طلت علينا امرأة في منتصف عقدها الرابع , أخذت تفرغ ما في جعبتها من آلام بشرط ألا يذكر اسمها في سياق التقرير تقول تلك المرأة : أتمنى من أي فرد أن يقدم ويحيا تلك الحياة الوضيعة فنحن ضحية للمؤسسات الخيرية التي تأتي وتصورنا لتتسول علينا , وعود كثيرة بشقق سكنية أصمت آذاننا لكن بلا جدوى فالجميع يأتي ولا يعود, وأشارت بيدها الى بيت من الصفيح لا تتجاوز مساحته 80 متر قائلة أعيش أنا وأولادي ال19 داخل هذا المنزل الضيق , مع العلم أن زوجي مريض ولا يقدر على العمل لسد رمق أبنائى فنحن نعيش على مساعدة الشئون التي لا تكفينا لثلاثة شهور, ورفعت يدها الى السماء متسائلة لماذا لا نحيا مثل بقية البشر مستصرخة أصحاب الضمائر الحية أن ينقذوهم من هذا العذاب.

في أوقات المساء يجتمع الشبان تحت تلك الشجرة, يجلسون على القبور أو ترى بعضهم مضطجعا هاربا من أتون الحر الشديد المنبعث من الصفيح, وقد يتناولون الطعام على القبور.

وتعتبر المقابر للعبرة والموعظة والتذكير بالدار الآخرة, و نهى الإسلام الجلوس على المقابر, أو السير عليها, والاستناد اليها يعتبر انتهاكا لحرمة الموتى لقوله صلى الله عليه وسلم:" لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص الى جلده خير له من أن يجلس على قبر".

المواطن أبو صقر كحيل 50 عاما قضاها في تلك المقبرة القديمة التي تجاوزت أضعاف عمره, ورسم الدهر بريشته السوداء ملامح البؤس والفاقة عبر التجاعيد التي غطت وجهه , يقول أبو صقر الذي انتهى للتو من حفر إحدى القبور,وبدت ثيابه متسخة علق بها الطين, و يجفف براحته حبات العرق التي انسدلت على جبينه : لدي خبرة في مجال العلاج الطبيعي وقطع الخوف والربكة بدون أن أتقاضى مقابل من المواطنين , ومهنتي الوحيدة هي حفر القبور,وتوقف أبو صقر عن الحديث ليقدم طعاما لقطته وأنسيته في هذا الصمت الموحش, وأردف قائلا": حتى تلك المهنة فهي ليست دائمة فقلة من الناس من يدفنون بالمقبرة فهي قديمة ولا تتسع أموات كثر. وأملي كباقي السكان أن نخرج إلى النور لنتنفس الهواء الطلق كباقي الناس.

سكان المقابر عجزوا عن تحديد بوصلة مستقبلهم بعد أن وقعوا فريسة في براثن الفقر , الآباء قلقون يحبسون أنفاسهم على مصير مجهول لأطفالهم قد يعني هناء أو شقاء لاسيما بعد أن أغلق العديد من المؤسسات الحكومية والحقوقية الأبواب في وجوههم بلا رجعة,ولم يعد أمامهم سوى مناجاة الله مع بزوغ كل فجر ليفرج كربتهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://b-g-arab.yoo7.com
 
الأحياء في عزبة الصفيح يغزون مقابر غزة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الخليل:العثور على مقابر تعود للعهد الروماني
» رعاة الأغنام يرعون أغنامهم وسط الأحياء السكنية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب بنات عرب :: الأقسام العامة :: قصص انسانية واخبارية-
انتقل الى: