جورجيا (الولايات المتحدة الأميركية) - - للمواطن الاميركي مايكل وايت اغرب هواية في البلاد بل واعتبرها البعض جديدة نوعا ما، يقضي بها جل وقته، حتى أنها أصبحت شغله الشاغل منذ ست سنوات.
ويقول تحقيق نشره موقع "CNN بالعربية" الليكتروني اليوم الثلاثاء ان وايت ومنذ بدء ما يعرف بالحرب على الإرهاب شرع بتعداد قتلى الجيش الأميركي في العراق وأفغانستان وقتلى جيش التحالف والمدنيين، وأطلق على إثر ذلك موقعا إلكترونيا يحمل اسم icasualties.
وقد توقع وايت أن تستمر الحرب حتى اليوم، إلا أنه لم يتوقع أبدا أن يصل عدد ضحايا هذه الحرب من الجانبين هذا الرقم، فقد أثبت شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أنه الأقسى على الجيش الأميركي في أفغانستان من حيث عدد القتلى.
وبالعودة إلى البداية، لم تطلب أي جهة من وايت إتمام هذا المشروع، بل كانت الفكرة فكرته منذ البدء، فهو يرى أن هذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد من العدد الصحيح للضحايا.
وبدلا من أن يشارك وايت في التظاهرات المنددة بالحرب أو الاتصال بإحدى الصحف للتعبير عن أسفه لما يحصل، قرر وايت تعداد الضحايا الأميركيين من الحرب وكتابة أسمائهم بالكامل وأسماء بلداتهم الصغيرة التي ينتمون إليها في الولايات المتحدة، لإضافة بعد إنساني للموقع الإلكتروني كما يقول.
ولعل السبب الرئيسي الذي شجع وايت على إتمام هذا المشروع هو أن الإعلام الأميركي لا يقدم معلومات صحيحة خصوصا فيما يتعلق بعدد القتلى، كما أنه يتأخر في نشر الخبر في بعض الأحيان.
ويبدأ وايت صباحه قبل طلوع الشمس بالاطلاع على أخبار الحرب، وما ينشر على صفحة وزارة الدفاع الأميركية.
ولا يحتوي الموقع الإلكتروني على أسماء الضحايا وعددهم فحسب، بل يمكن التعرف إلى الموقع الذي قتلوا فيه والرتبة العسكرية التي يحملونها واعمارهم وجنسهم.
من ناحية أخرى، يرى وايت أن تتبع أعداد الضحايا العراقيين والأفغانيين المدنيين ليس بالأمر السهل على الإطلاق.
وتقبل العديد من وسائل الإعلام الأميركية والعالمية على استخدام icasualties كمرجع لها فيما يرتبط بعدد الضحايا الأميركيين، منها وكالة "الأسوشيتد برس" وصحيفة "نيويورك تايمز".
ويحرص وايت على عدم إدخال العواطف في الأمر، إذ يقول: "أحاول أن لا أكون نفسي وأنا أدخل المعلومات على الصفحة، فهذا الموقع لا يتجاوز كونه توثيقا لما يحصل".
وشهدت نسبة تصفح موقع وايت ارتفاعا خلال الفترات التي تعتبر الأعنف بالنسبة للجيش الأمريكي، بينما تنخفض نسبة التصفح في الأشهر التي ينخفض فيها معدل العنف في العراق وأفغانستان.
يذكر أن مايكل وايت لطالما حلم بأن يكون نجم روك شهير، إلا أن الحظ لم يسانده، مما دفعه للتفكير بمثل هذه الأفكار الغريبة.