منتديات شباب بنات عرب
حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء 829894
ادارة المنتدي حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء 103798
منتديات شباب بنات عرب
حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء 829894
ادارة المنتدي حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء 103798
منتديات شباب بنات عرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالتسجيل

 

 حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سماح
عضو ممتاز
عضو ممتاز
سماح


عدد المساهمات : 93
نقاط : 248
تاريخ التسجيل : 29/10/2009

حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء Empty
مُساهمةموضوع: حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء   حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء Emptyالأحد نوفمبر 15, 2009 7:38 am

حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء Images_News_2009_janu_11_4_300_0




في كل بلدة ومدينة هناك أشخاص يعطون المثل في الشجاعة والرضا والتكيف مع أقسى الأقدار.. ومن غزة.. تلك الجميلة القابعة عند البحر.. تتناهى إلينا أروع القصص الإنسانية المفعمة بالبطولة والبسالة؛ إذ تحملك إلى قمم نفسية عالية، وتفتح في نفسك أبعادًا لطالما ظلت مغلقة.. هنا قصة لأحدهم..
في الساعة التاسعة والنصف من صباح الأربعاء 7 من يناير 2009، خرج محمود ذو الأربعة عشر ربيعاً من منزله في حي الشيخ رضوان.. إنه اليوم الثاني عشر في جحيم الحرب على غزة.. كان قد اغتسل وأدى صلاة الصبح، ثم خرج مرحباً بالصبح الجديد وكأن العالم بانتظاره.

كان ولدا نشيطا جدًّا في مدرسته ويحب الرياضة وخاصة الجمباز في البحر، وكانت ابتسامته العذبة لغزا.. مشى بعض الخطوات ثم التقى بصديقه في المدرسة عبد الله جودة، تبادلا التحية ثم تمنى له السلامة وافترقا، وبعد ما لا يزيد على الخمسة عشر مترا سمع محمود صوت الطائرة المشئومة (الزنانة).. التفت خلفه باتجاه عبد الله، وصرخ بأعلى صوته محذرا صديقه: (عبد الله اشرُد.. اشرُد يا عبد الله..) -اشرُد بلهجة أهل غزة تعني اهرب- ولكن الصاروخ كان أسرع من الصوت، كانت الطائرة الإسرائيلية قد قذفت صاروخاً باتجاه مسجد التقوى الذي يبعد 150 متراً عن منزل محمود.. وفي لحظات تبدل كل شيء.. تتطايرت الأشلاء.. وتعالى الدخان الأسود الكثيف.. ولم يبق من صديقه سوى أجزاء من جسده.. تماما كالمسجد المقصوف الذي لم تبق منه سوى مئذنته.

كاد قلب محمود الصغير ينفطر عندما شاهد صديقه مبعثرا كدمية ألقاها القدر بين يدي طفلة شرسة الطباع.. كان رأسه في اتجاه ورجله وذراعه.

يقول محمود: (لا أصدق حتى الآن ما جرى لعبد الله.. قلت له مع السلامة ومشيت وإذ بالصاروخ يهبط باتجاهه.. يا حرام يا عبد الله.. كان يظن أنني أمزح معه عندما كنت أصرخ به ليهرب.. وفي لحظات كان الصاروخ قد اخترق بطنه وتهتكت رجلاه وأصبح متفحما تماما.. وكان هناك ولد آخر طارت رأسه وتفتت جسده).

وما إن بدأ أزيز الطائرة المشئومة في الانحسار حتى هرع محمود باتجاه الكارثة.. جرى دون تفكير باتجاه صديقه، وأخذ يسحب جسده وهو يصرخ: إسعاف.. إسعاف، كانت روحه تتلوى من الألم وصرخاته تجرح حلقه.

قام بمساعدة شابين من سكان الحي بسحب الشهداء ونقل الجرحى وسط غيمة من الدخان الكثيف، وعبثا حاول العثور على مكان آمن للاختباء، ولم يجرؤ على مجرد التفكير في العودة إلى البيت تحت أعين الطائرات المتربصة بكل شيء قادر على الحركة.

في تلك اللحظات كان "ناهض مطر"، عم محمود البالغ من العمر 43 سنة، يبحث بفزعِ شديد عن ابن أخيه وسط الجموع المحتشدة مكان القصف، وفيما تتسارع خطاه باتجاه الحادث كان قلبه يخفق بشدة راجيا الله أن يكون محمود بخير.

في لحظة وصول ناهض إلى ساحة الجريمة شاهد الطفلين اللذين قتلا، لم يتجاوزا الـ15 عاماً، وقد تحولت أجسادهم الغضة إلى أشلاء، وشاهد سكان المنطقة المنكوبة وهم يحاولون انتشال ما تبقى من أجساد الشهيدين من المنطقة وحمل الجرحى في سيارات مدنية؛ لأن سيارات الإسعاف لم تكن قادرة على الوصول إلى منطقة المسجد المدمر.

نصف ثانية

وأخيرا التقطت عينا ناهض ضالته، واندفع بكل سرعته باتجاهه، وفي اللحظة التي كان يمد فيها يده إلى يد محمود محاولا اجتذابه بعيدا عن الخطر والعودة به إلى منزله.. عادت الطائرة المعبأة بالحقد لتبصق سمها القاتل على الأجساد البشرية الضعيفة التي نجت من الضربة الأولى.. حيث تتلذ قاذفات الدم بإرسال صاروخ ثانٍ يضرب مسرح الجريمة بعد فترة زمنية قصيرة.. ليحصد المزيد والمزيد من الضحايا.. وينتعش حمام الدم.

سقط الصاروخ الثاني على بعد متر ونصف فقط من محمود... ومن جديد تتطايرت الأشلاء وتعالت الصرخات.. لم ير محمود غير الدخان الأسود الكثيف.. وبعدها انطفأ كل شيء وإلى الأبد... هبط الستار الأسود على عيني محمود، وكان ذلك الدخان المعتم آخر ما التقطته عيناه.. وأغلقت البوابة الأخيرة في وجه النور إلى الأبد.

وكان آخر ما استطاع محمود تذكره من ذلك اليوم أن عمه ناهض كان بجانبه، وأنه لمح أيضا أخاه الأكبر وهو يصرخ طالبا منه أن يبتعد عن المكان، ثم شعر بأن شيئا ما سوف يحدث وأخبر عمه بذلك.. لم يتمكن من رؤية الصاروخ ولكنه شعر بأن شيئا ما سيهبط من أعلى باتجاهه.. لذا تلفظ بالشهادة وبعدها لم يتذكر أي شيء!

فقد محمود عينيه بالكامل؛ وأصيب بحروق في الوجه مع تهتك للجلد والأنسجة بمنطقة العين وكسور في عظام الوجه والجمجمة، كما كسر فكه السفلي وفقد بعضا من أسنانه، وتعرض لحروق من الدرجة الثالثة في جميع أنحاء جسده، بالإضافة إلى عدة إصابات بشظايا في أنحاء متفرقة بالقدم والبطن والظهر، وما زال يعاني من تلف في الرئتين وصعوبة في التنفس بسبب استنشاق الدخان.

يقول العم ناهض: "أصبت في رأسي وسقط محمود أرضا فاقدا وعيه.. كان وجهه بحالة فظيعة.. كان مشهد رأسه المهشم مروعا.. سبحان الله كان بجواري وفي يدي، ولكن أمر الله نافذ".

كان نفسي أشوف الأهرامات

تم نقل محمود إلى مستشفى الشفاء ونظرا لخطورة وضعه الصحي تقرر أن يتم تحويله إلى مصر لتلقي العلاج اللازم، لكن في نفس اليوم 7 يناير 2009 كانت قافلة الإسعافات التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قد تعرضت لإطلاق النار وهي في طريقها إلى جنوب القطاع؛ لذا كان عليه أن ينتظر حتى العاشر من يناير ليستطيع الخروج لتلقي العلاج.

وفي فبراير من العام 2009، وبينما يحتفل أطفال العالم بيومهم مع أصحابهم وسط أكوام من الهدايا المزركشة والحلوى والبالونات.. احتفل محمود بيوم ميلاده الخامس عشر في وحدة العناية المركزة بمستشفى الشيخ زايد بمصر.

قضى محمود ثلاثة أشهر وعشرة أيام في مشافي مصر برفقه عمه، شهر منها في مستشفى الشيخ زايد وشهران في مستشفى فلسطين بالقاهرة، خضع خلالها لعدة عمليات مختلفة لتجميل الوجه وزراعة عظام.

في مستشفى فلسطين كانت غرفة محمود مقصدا للمتطوعين المصريين الذين غمروه بالعطف والرعاية، وقد أدمى فؤادي وهو يقول لي بفرح طفولي: (طول عمري نفسي آجي على مصر.. كان نفسي أشوف الأهرامات وحديقة الحيوان.. بيقولوا مصر فيها حاجات حلوة كثير كمان)..

وفي أواخر شهر أبريل 2009 غادر مصر عائدا إلى غزة؛ ولكنها ليست غزة التي يعرفها.. فلن يرى بحر غزة الذي عشقه، ولن يرى وجه أخيه الصغير الذي يحبه كثيرا.. لن يرى غرفته وألعابه، بدأ يتعرف على منزله وحيه من خلال أصوات الجيران المهنئين بعودته.. بكى عندما سمع صوت أمه لكنه لم يرها.. بكى وصرخ وشعر بالاختناق.. لكنه بعد أن هدأت ثورته بدأ يبتسم ويدعو أخاه الأصغر إلى حضنه.. واستقبل الحياة الجديدة محاولا بكل عزمه أن يتأقلم مع الظروف الجديدة.. كان يتصبر بآلاف المصابين مثله في غزة.. وكلما مر بذاكرته مشهد صديقه وقد تفحم بنيران الصاروخ حمد الله على لطفه به، وظل يذكر نفسه بهذا المشهد المروع كلما جزعت وتبرمت.

تقول والدة محمود، رنا مطر، البالغة من العمر 36 عاما: "إن ابني لم يتغير هو نفسه محمود الذي كان قبل العدوان على غزة"، ويضيف محمود قائلا: "إن الشيء الوحيد المختلف الآن هو أن الحياة أصبحت عمياء، أسمع الأصوات الآن بشكل أعلى فإذا سارت نملة بجانبي فإنني أسمع دبيبها".

عيون من زجاج

يحتاج محمود إلى عمليات تجميل كي يضع عيون زجاجية في مقلتيه، ولهذا قرر الأطباء أن يسافر إلى مصر لاستكمال عمليات التجميل وزرع عيون زجاجية تضفي شيئا من الجمال الظاهري إلى جمال الروح التي يحملها محمود.

وصل محمود إلى القاهرة من جديد في 15-9-2009، وبينما لم تقم وزارة الصحة الفلسطينية بتغطية نفقات العلاج كما وعدت؛ تكفل اتحاد الأطباء العرب بنفقات العمليات اللازمة، وبدأ محمود يشعر شعورا وهميًّا بأنه قد استعاد تلك الكتل الكروية التي هربت من محجريه.. يقول عمه -رفيق رحلة العلاج القاسية- إن هذا على الأقل يجعل وجهه طبيعيًّا بما يسمح بالتعامل الآخرين -والأطفال خاصة- معه دون خوف.. بكى العم ناهض عندما شكرته وأثنيت على جهده مع ابن أخيه.. لم يتمالك دموعه وأجهش وهو يضم محمود إلى صدره ويقول: هذا محمود.. هذا ابني.

فصيل "سيبني أعيش"!

وفي الوقت الذي لا يكف فيه المبصرون عن التذمر والتسخط من أقدارهم؛ يستقبل محمود قدره الحزين بكل ما اتسع له قلبه الصغير من رضا.. عندما تتحدث إليه تتعجب لضحكاته المنعشة وروحه الطليقة التي لا تحدها أسوار العتمة.. أمام هاتين العينين الزجاجيتين تقلص قلبي وتشنج من شدة الألم.. لكن روحه المرحة كانت تذهب بكل الألم وتدخل على روحي نسائم الرضا والتقبل والخضوع التام لمشيئة الله عز وجل.

عندما تلتقي بمحمود ستدهشك الحالة النفسية المعاكسة لكل توقعاتك.. ستجد فتى يحب الضحك ويقول العديد من النكات في الدقيقة الواحدة.. وستجد نفسك صامتا تتأمل محمود بحزن وأسى، وسرعان ما تكتشف أنك من يحتاج إلى الدعم النفسي وليس محمود!

ذهبت لأودع محمود قبل أن يغادر القاهرة إلى غزة.. كان كعادته مرحًا بشوشًا.. وجدته يستمع إلى أحد الأناشيد الفلسطينية الوطنية التي يحبها كثيرا.. ويبدد بألحانها صمت العتمة التي لونت حياته.. أرسل إلى جوالي العديد من الأناشيد الفلسطينية كهدية تذكارية.. وعندما سألته ممازحة: لم تخبرني يا محمود؛ أنت مع أي فصيل؟

ضحك محمود بألم وهو يقول: فصيل "سيبني أعيش"!


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SHADE-COOL
نائب مدير عام
نائب مدير عام
SHADE-COOL


عدد المساهمات : 339
نقاط : 460
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
العمر : 34
الموقع : b-g-arab.yoo7.com

حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء Empty
مُساهمةموضوع: رد: حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء   حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء Emptyالإثنين نوفمبر 23, 2009 12:08 pm

مشكووووووووووووور علي القصة الجميلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حمود مطر.. الحياة وقد أصبحت عمياء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب بنات عرب :: الأقسام العامة :: قصص انسانية واخبارية-
انتقل الى: